.هناك أكثر من اثنين في أي مكان وفي أي وقت
منذ آدم وحواء في الجنة ومعهما الشيطان والملائكة ومخافة الله حتى نزلا الى الارض فامتلأت بهما الدنيا
وأنت عندما تنظر الى أعماقك فلست وحدك . . فأنت أكثر من انسان ، أكثر من صورة لنفسك . .فأنت كما ترى نفسك
وأنت كما يراك الناس ، أصدقاءك وأعداؤك
وأنت كما تتمنى أن تكون
وأنت الاب وأنت الابن ، وأنت المرؤس وأنت الرئيس
فأنت كثيرون !ومن أجل أن تتخذ صورتك شكلا اجتماعيا فلابد من امرأة . . تحبها وتتزوجها ، أو تتزوجها بلا حب ، أو تستخدمها أو هي تستخدمك . . تكون في يدها ، أو تكون هي في عنقك . . في قلبك أو على قلبك . . .
والناس أمام نوعان : سياسة وعشاق .
والرجل السياسي هو الذي يرى أن كل الناس (أدوات) لتحقيق طموحه . . انهم مثل السكين والملعقة . . انهم مثل السيارة والجزمة . . انهم (وسيلة) لتحقيق ما يتمنى ولذلك فلا انسانية عنده ، ولا انسانية لهؤلاء الناس . . انه جردهم من كل صفات الانسان . . وجعلهم (أشياء) تخدم مصالحه ، وتحقق له القوة التي يريد . . ولذلك كانت قسوة الساسة ووحشيتهم أيضا
والمرأة عندهم ، هي الاخرى أداة من هذا النوع . . هي ضرورة اجتماعية . . ضرورة من أجل الاناقة ، وسيلة لكي يظهر السياسي مستقيما اجتماعيا يحب الاسرة والزوجة والاولاد ، مثل كل الناس .
فعالم السياسة ، عالم بلا انسانية . . عالم ليس فيه ناس
والعاشق هو الذي لا يرى في دنياه إلا المرأة التي يحبها . . هي الناس . . وكل من عداها لا شئ . . فلا يرى أحدا غيرها ، ولا يسمع سواها . . وكل الطرق تؤدي إليها ، أو تدفعه أن يبلغها . .
فالناس جميعا أدوات ووسائل من أجلها . . هوامش على طريقها . . فراشات على أشجارها ، سحاب فوق غاباتها . . وهو مستعد أن يضحي من أجلها ، وبنفسه أيضا .
فعالم العشاق ليس فيه ناس . . عالم العشاق فيه المحبوبة . . ويتمنى العاشق والمعشوق أن تخلو الدنيا لهما ، فلا رقيب ولا حسيب ولا عذول ولا حسود
السياسي يريد القوة
العاشق يريد الغناء
السياسي يرى الناس جميعا أشرار
العاشق يرى الناس جميعا طيبين والمحبوب أطيبهم
السياسي يكذب حين يتحدث عن المبادئ
العاشق لا يكذب ولا يتحدث عن المبادئ ، فالذي يعمله هو المبدأ
وإذا كان السياسي عاشقا فهو سياسي فقط مهما قال . . .
سوف تبقى المرأة هنا في الظل ، أو تجعل كل شئ في الظل ، لتبقى هي في النور وغيرها في النار ، أو هي النار والنور الذي يحرق ويضيئ .
سوف يكون هناك اثنان . . بل أكثر من اثنين دائما . . .